قصة قصيرة واوجاعها طويــــلة
لا تصدق نفسها أيام قليلة وتصبح عروسا.. سيتحقق ما كانت تحلم به منذ ثلاث سنوات هى عمر قصتها مع (ناصر) أماكن كثيرة سجلت لحظات حبهما شارع المدرسة الثانوية.. سطوح بيتهم.. بيت أخته (هدى).. ضحكاتهما تملأ كل الأماكن..
لا أحد يستطيع أن يفرق بينهما.. حتى الموت!!
فستان الفرح الأبيض يرقص على جسدها المرمرى المتشرب بحمرة خمرية خلابة..
جرس هاتفها يدق يأتيها صوته عذباً رقيقاً.. تبادله مشاعر الانتشاء تضحك على كل ما يرن به فى أذنيها من كلمات غزل وحب.. متيمة هى بتفاصيله راكعة على أبواب قلبه، تملأ جوارحها لهفة وشوقاً.. غداً سنكون بمفردنا بلا عزول.. غدا ستكونين لى حتى تنفض روحى من جسدى.. بهذه الكلمات أغلقت سامية سماعة هاتفها.
الزغاريد تملأ شوارع قريتهم الجميع يبارك.. تتألق سامية فى فستان زفافها.. تبهره فى إطلالتها الملائكية الأنثوية العارمة، تزداد دقات قلبها مع تسارع الطبول لتعلن وقت الرحيل.
وعدها ناصر أن يغرقها فى نهر من العسل والحب.. ووعدته أن تكون الزوجة والحبيبة والرفيقة على المرة والحلوة.. أيام مرت كنسمة هواء عذبة حانية تصحو سامية فى كل يوم نشيطة تملأ أركان بيتهم الصغير بالتفاؤل والأمل توقظ ناصر بقبلة على شفتيه تذوب معها آهات ليلة ساخنة لتبدأ ليلة أخرى أشد سخونة.. سبعة أيام هى عمر زواجهما.. تشعر سامية بانقباضة خفيفة لقلبها.. لكنها لا تلق بالاً لأى هاجس كان يفسد سعادتهما..
تشعر سامية بالآلام كأى عروسة جديدة لا تعرف الكثير عن جسدها الأنثوى الذى تغير بعدما أصبحت امرأة مكتملة.. فكرت أن تذهب إلى الطبيب لكنها مازالت فى شهر العسل.. فاتصلت بصديقتها المقربة علها تجد عندها النصيحة.. فهى تخشى أن تزعج والدتها.. فنصحتها أن تتصل بالصيدلية فستجد لديهم الإجابة عن تساؤلاتها وشكوتها.. لم يعرف زوجها ما تعانيه سامية وأخفت عليه حتى لا تقلقه أخذت الدواء ونامت من الألم.. فى هذا اليوم قرر ناصر أن يرتب لشهر عسل مختلف يقضيه هو وسامية على شاطىء الإسكندرية.. حلم صغير لكنه يبدو لهما كبيراً خارقاً.. منتهى الأحلام.. عاد ناصر إلى البيت سعيداً كانت سامية نائمة لم يرد ازعاجها، ففى الصباح سيوقظها ليبشرها بخبر السفر.. على غير العادة استيقظ ناصر قبلها.. ظل ينظر إلى وجهها وهى نائمة لأول مرة يراها نائمة فهى دائماً تستيقظ قبله.. كم يعشق هذا الوجه انهال عليها بالقبلات لكنها لم تتحرك.. شعر ببرودة تسرى فى جسده.. حركها بكلتا يديه لم يهتز لها جفن تحسس دقات قلبها فوجده باردا خاليا من الحياة صرخ بملء فمه سامية حبيبتى فلم تصل صرخته إلى أذنيها.. اتصل بالطبيب ووالدتها وأخوتها ربع ساعة وانتهى كل شىء.. ماتت سامية والقاتل دواء. وصفه الصيدلى لها ونسى أن يقول لها إنه لا يؤخذ بالفم.. ماتت سامية ضحية جهل يمكن أن يتعرض له أى إنسان.. متى سنتوقف عن تطبيق المثل القائل اسأل مجرب ولا تسأل طبيب.. حياتنا تستحق أن نحافظ عليها.