رمضان يحل علينا ضيفاً مضيافاً، يكرمنا إذا أكرمناه، فتحل بحلوله البركات والخيرات، يَقْدَم علينا فيقدِّم إلينا أصنافاً من الإتحافات والنفحات.ولربما يكون الواحد منا في ضيافته للمرة الأخيرة!فهلاّ تعرضنا لنفحات مضيفنا!
عجيبٌ أنت يا رمضان..!فالناس فيك على خير عظيم، فبينما كانوا لا يصومون.. فهُم الآن صيام.
وبينما كانوا لا يقومون فهُم الآن قيام، وبينما كانوا لا يقرؤون القرآن إلا قليلا.. فإذا هم يسعون لختم القرآن!
عجيب أنت يا رمضان..!فأنتَ شهرُ التوبة والإنابة، شهر الخضوع والخشوع. فمن لم يتب في رمضان فمتى سيتوب؟ومن لم يخشع قلبه في رمضان فمتى سيخشع؟ "رغِمَ أنف امرئٍ أدرك رمضان ولم يُغفر له". رواه الترمذي وصححه ابن خزيمة والحاكم والذهبي.
تعالوا نقف مع أنفسنا وقفات لإخراج صيامنا من إلْف العادة إلى روح العبادة:
* نصوم رمضان في كل عام وهمّ أكثرنا أن يبرئ الذمة ويؤدي الفريضة.فليكن همنا لهذا العام تحقيق معنى صومه (إيماناً واحتساباً) ليغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا الكثيرة من شوال لشعبان.
* يتزايد حرصنا أوائل الشهر على عدم تضييع الجماعة مع الإمام. فليكن حرصنا هذا العام على عدم تفويت تكبيرة الإحرام طوال الشهر.
* نحرص كل عام على ختم القرآن في شهر القرآن مرات عديدة. فلتكن إحداهن ختمة بتدبر ونية إقامة حدوده قبل سرد حروفه.
* نخص رمضان بمزيد من التوسعة على النفس والأهل من أطايب الدنيا، فليتسع ذلك للتوسعة عليهم بأغذية الأرواح.
* إذا أدخلنا السرور على أسرنا بهذا وذاك فلنوسع الدائرة هذا العام فندخل السرور على أُسَرٍ أخرى أَسَرتها الحاجة وكبّلَتها الأعباء.
* لنفسك من دعائك النصيب الأوفى، فلتتخل عن هذا (البخل) في شهر الكرم، فملايين المسلمين في حاجة إلى نصيب من دعائك الذي تُؤَمّن عليه الملائكة وتقول: ولك بمثله.
* كما أن لك أعداء، فانتصر عليهم بالدعاء إن كانوا كافرين، وانتصف واعف بالدعاء لهم إن كانوا مسلمين، فكم من دعاء حوّل العداء إلى ولاء.
* الجود محمود في رمضان فكن من أهله، وليمتد جودك إلى الإحسان لمن أساء، وصلة من قطع، ونصح من أعرض.
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل.